آخر الاخبار

Say Your Opinion

Wednesday, June 8, 2011

نبذة عن د.مصطفى محمود


دكتور مصطفى محمود و الشيخ الشعرواي .. عندما يجتمع العلم مع الإيمان


من هو د. مصطفى محمود ؟


و لم أكن في يوم من الأيام رجل دين .. بل أنا فنان دخلت إلى رحاب الدين من باب الفضل الإلهي و من باب الحب و الإقتناع و ليس من باب الأزهر و كان حكمي حكم الشاعر الذي أحب الله فكتب فيه قصيدة و بنى له بيتاً و لكنه ظل دائماً الفنان بحكم الفطرة و الطبيعة .. ذلك الفنان الذي مملكته الخيال و الوجدان . و الفن كان دائماً ضعفي و قوتي .. و مثل كل فنان كان للجمال علي مداخل .. و كنت ابن آدم الخطاء .. و لهذا لم أدّع لنفسي عصمة .. و لهذا ما رأيتني نازعت أحداً خطأني و لا كرهت أحداً صوبني .. بل عهدت نفسي دائماً أراجع ما أكتب و أصحح الطبعة بعد الطبعة .. و أقبل بصدر مفتوح نقد الآخرين .. فإن رأيتني كتبت صواباً فمن الله و إن كتبت خطأ فمما سولت لي نفسي . بهذه الروح أحببت دائماً أن يقرأني الناس فما تصورت نفسي أبداً مفسراً لقرآن أو حاكماً في قضية فقه أو شريعة و إنما هي محاولات فهم من مفكر دوره لا يزيد على إثارة العقل و إخراجه من رقاده و إيقاظ القلب من مواته ، و تفتيحه على محبة الله فإن استطعت أن أحمل رجلاً مبتعداً إلى العودة إلى طريق الحق .. و إلى فتح المصحف .. فهذا غاية رسالتي و منتهى مرادي و أقصى دوري .. أما ما يبقى من شأن تفقيه هذا الرجل في دينه فهذا دور العلماء الأجلاء و المتخصصين و حسبي أنا أني قد جئت به إلى بابهم و أثرت حبه و فضوله و أيقظت استعداده فما أنا بالعالم و يخطئ من يقرأني على أني عالم بل أنا مجرد فنان محب ينتهي دوره عند إثارة حب الحق و الحقيقة في قلب قارئه و في هذا فليحاسبني القراء و النقاد و لا أكثر .. و عن ضعفي و أخطائي لا يملك إلا الله أن يرحمني و إليه أتوجه في كل لحظة لا يكف لي خوف و لا رجاء ... و أحسب أن هذا حال توفيق الحكيم حينما يكتب في الإسلاميات أو طه حسين حينما يكتب في السيرة أو العقاد حينما يكتب في القرآن فمثل هؤلاء لا يحاسبون كفقهاء و لا أحد يقرأ لهم كما يقرأ للشافعي و ابن حنبل و أبي حنيفة و إنما نقرأ لهم كفنانين و مفكرين يحدثوننا عن الله بلغة جديدة فيها جلوة الفن فيستطيعون أن يجتذبوا بهذه اللغة فراشات مبتعدة غافلة لم يكن من الممكن أن تصل إليها لغة ابن حنبل أو أبي حنيفة .. و لا شك أن قلم توفيق الحكيم حينما تناول قصة أهل الكهف قد خرج عن نص القرآن الكريم و أضاف الكثير من الخيال و انطلق و شطح فلم يقل أحد .. هل ما كتبت لنا من الدين .. بل قرأناه جميعاً على أنه فن و حاسبناه على مراده و أهدافه .. أما الشكل و الإطار فتلك مواصفات يحكم فيها الفن و التفنن و تتحكم فيها أصول الحرفة و الصناعة . و الفن أعظم جهاز دعاية للدين بشرط ألا نقيده .. و ما أحوج الإنسانية اليوم في عصر المادية و الإلحاد إلى فن يأخذ المسرح من العري و العهر و الهزل و الفحش ليقدم فناً يدعو إلى الخير و العدل و الحق و الله .. فناً يقدم هذه المضامين العالية دون أن يفقد مواصفات الفن و جاذبيته ..و خفة روحه و لطافته .. و تلك هي رسالتي .. و ذلك هو مكاني الذي أحلم به على رقعة المستقبل








=============================================



بقلم .. أنيس منصور



‫كان يوقع مقالاته التي تنشرها أخبار اليوم بالحرفين م.م … و كنت أضحك و أقول إما أن تكون ماري منيب .. أو مارلين مونرو .. و كنت أندهش كيف أن عالماً يكتب بهذه السلاسة و الجمال ثم لا يذكرون اسمه ... و كان مصطفي محمود .. يرحمه الله .

فقد أوتي علما غزيراً .. و أسلوباً بليغاً .. فإذا كتب في الطب فهو أديب جميل العبارة .. و إذا كتب في الأدب فهو سريع قاطع العبارة .. إنه أبو حيان التوحيدي الجديد .. فيلسوف الأدباء .. وأديب الفلاسفة .

و كان مصطفي محمود قد اختار لنفسه مجالات واسعة في الطب و الكيمياء و الفلك.. و كان يستعين بالصورة الجميلة في برنامج العلم والإيمان .. أو العلم يهدي إلي الإيمان .. أو الإيمان علي أساس علمي .

و كان مصطفي محمود مجتهداً .. و كان اجتهاده يضايق رجال الدين .. مع أنه كان يلمس الدين لمساً رقيقاً ثم لمساً عميقاً .. ثم لمساً شديداً .. و حار الناس في علمه و في إيمانه .. و وجد نفسه مفصولاً من عمله لأنه كافر !!

و في الوقت نفسه فصلت أنا أيضاً من عملي ...

و قبل ذلك إلتقينا فوق السطوح في حفل زفاف ابن بواب مكتبة الجامعة .. و هو يغني لكارم محمود و أنا أغني لعبد الوهاب .

و بعد سنوات إلتقينا مرة أ خري في مكتب د. عبد القادر حاتم ، و قال لنا : السيد الرئيس يأمر بالعودة إلى الكتابة !

و لم يقل لنا لماذا فصلنا من العمل .. و لماذا عدنا ! إنه آخر لقاء بيننا .. و كانت تهمته : الكفر بالدين .. و أنا بالسيد الرئيس !

يرحم الله د. مصطفي محمود طبيب الأدباء .. وأديب الأطباء

No comments:

موقع جريدة المساء