آفة حارتنا النسيان

آفة حارتنا النسيان'' عبارة استخدمها الأديب العالمي نجيب محفوظ في رواية ''أولاد حارتنا''.. العبارة ربما كانت تعبر عن حال لسان المصريين الذين لا يتذكرون بعد فترة من الزمن القامات التي أثرت كثيراً وأعطت للوطن.

...محمد متولي الشعراوي، مصطفي محمود.. اسمان لا يختلف حولهما اثنان أثرا كثيراً في الهوية المصرية ووضعوا أمام أعين المصريين العديد من الحقائق وفجأة وبدون أي سبب مُعلن مُنع عرض برنامجيها في التلفزيون المصري وحُرم المصريين من برامج كانت تعتبر من الأعلى والأكثر مُشاهدة ومِصداقية عند المشاهد سواء علي المستوي العلمي او المستوي الديني.

2006 هو العام الأخير لظهور الشيخ الجليل متولي الشعراوي علي شاشات التليفزيون المصري ولم يذكر المسئولين أي سبب لتوقف البرنامج في أيام الجمعة من كل اسبوع.. ليتم استبداله ببرنامج ''مجالس الطيبين'' لمُفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة.. في نفس الوقت وعلي نفس القناة.. وتساءل الكثير عن السبب ولم نجد أي اجابة لبرنامج الشيخ الذي كانت آخر كلماته للرئيس الجمهورية السابق قائلاً '' إذا كنت قدرنا فليوفقك الله وإذا كنا قدرك فليُعنك على أن تتحمل'.

في تصريح لمحمد عبدالعظيم، مدير عام البرامج الدينية بالقناة الأولي - لجريدة المصري اليوم - أكد أنه غاضب لرفع حديث الشعراوي من التليفزيون المصري، قائلاً: ''اللوم أواجهه كل يوم وكأنني المسؤول عن رفعه من الخريطة، والقرار جاء من قبل قيادات التليفزيون، الذين عللوا هذا بأن أحاديث الشعراوي أذيعت أكثر من مرة''.

وأشار عبد العظيم أن المسئولين قاموا بسحب حديث الشعراوي خطوة خطوة بدءاً من عام 2005 حتي لا ينزعج الجمهور، حيث قاموا بعرض حلقاته بالتبادل مع أربع برامج من باب التمهيد ثم أُلغي البرنامج تماماً.

ولم يكتفي المسئولين بسحب حديثه الأسبوعي بل أيضا عدم عرض أدعية الشيخ الشعراوي التي كانت آذاننا تعود على سماعها خلال أيام رمضان وقت أذان المغرب.. وقد أكد مسئول بالتليفزيون أن السبب كان غير واضح وأن هناك بعض القيادات لا ترضي عن اتجاه الشعراوي السلفي والذي لا يتناسب من أسلوب الدعوة الجديد، على حد قولهم.

أما ''العلم والإيمان'' فهو البرنامج الذي بدأ في السبعينات وحقق نجاحاً مُنقطع النظير حتي أصبح جزء من البرنامج اليومي للمواطن المصري الطبيعي مشاهدة ذلك البرنامج الذي ربط بين العلم والإيمان الديني وكيفية الإعجاز العلمي والديني والآلهي في خلقه.

توقف البرنامج في نهاية التسعينات عن العرض بالتليفزيون المصري بعد 18 عام قدم خلالها الراحل الدكتور مصطفي محمود 400 حلقة وقد أكد شريف الجندي ابن شقيق مصطفي محمود أن السلطات الاسرئيلية تدخلت لمنع عرض البرنامج لما له من تأثير على نفوس المشاهدين اتجاه قضايا الصراع (العربي - الإسرائيلي) ولما كانت له من ردود من خلال قراءته المتأنية في العقائد والتاريخ والعلوم على جميع ادعاءاتهم الكاذبة .


■ ■ ■


المصدر : المصري اليوم‬